يكثر الكلام مؤخراً عن Clubhouse (كلوب هاوس) وهو تطبيق إعلام إجتماعي يحتوي على غرف إذاعية للمدعوين فقط، حيث يمكن لهؤلاء المشاركة في محادثات الغرف على الهواء مباشرة. التطبيق متوفّر حاليّاً على أجهزة آيفون فقط، وتحميله لا يعني بالضرورة القدرة على الانضمام لأي غرفة، لأنّ ذلك بحاجة لرابط دعوة يمكن الحصول عليها إمّا عن طريق شخص منتمي لنادي كلوب هاوس "الحصري"، أو شخص يبيع هذه الرّوابط للمتحرّقين إليها، أو عن طريق طلب الانضمام إلى قائمة الانتظار التابعة للشركة، التي بدورها قد ترفع إسمك في القائمة إن وجد رقم هاتفك لدى أكبر عدد ممكن من أعضاء النّادي -وهنا تكمن المشكلة.

فبينما سارع الإعلام البوق في مصر بالتحذير من التطبيق على أنّه "نافذة جديدة للتواصل ما بين جماعات الظلام"، سارعت الصّين بحجب التطبيق وراء جدارها الناري العظيم في بداية شباط/فبراير من ٢٠٢١ بعد فرحة قصيرة بالتعبير الحر والحصري جدّاً. في الحقيقة، مهمّة الرّقيب في فرض رقابته على غرف إذاعية حصريّة تبث أحاديث آنية ومتلاشية ستكون صعبة إن لم تكن شبه مستحيلة. لذى لم تجازف الصّين بفتح أي نافذة ولو عبر تطبيق غير متاح حاليّاً سوى لأجهزة آيفون.(نعم أي نسخ آندرويد غير أصليّة وغير آمنة!)

لكن، لكل شيء ثمن - بما في ذلك حريّة التعبير بإدارة كبرى الشّركات. فإنّ الموافقة على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصيّة (EN) الطّويلة والمُغمغمة التّابعة للشبكة الاجتماعيّة النّاشئة و"الحصريّة"، أشبه ببيع بياناتك الشّخصيّة وبيانات كل شخص موجود في جهات الاتصال في هاتفك.

في مقال بعنوان "كلوب هاوس يسجّل محادثاتك. وهذه ليست أسوأ انتهاكاته للخصوصيّة" (EN) لخّص جاسون إيتن هذه الانتهاكات فيما يلي:

١. كلوب هاوس يسجّل صوتك

فهو لا يعمل مثلما الپودكاست، حيث يجب على المستخدمين الانضمام إلى غرفة بينما تبث أحاديثها على الهواء مباشرة، ومن ثم تتلاشى النشرات الإذعيّة عندما لا تكون "الغرف نشطة". لذا تحتاج الشركة القائمة على كلوب هاوس "Alpha Exploration Co" تسجيل كل ما يجري داخل الغرف. وبينما تكشف سياسة الخصوصية أنّ الغرض من هذه التسجيلات "المؤقّتة" هو التحرّي في أي مخالفات تحدث في الغرف أثناء نشاطها، إلّا أنّها لا تشي بمن سيكون لديه الوصوليّة لهذه التسجيلات وتحت أي شروط.

٢. لا يمكن لك حذف المعلومات التي يشاركها الآخرون عنك

حتّى أن لم يكن لديك أي اهتمام في ثرثرات غرف كلوب هاوس، لا يمكن لأي من المنتمين للنادي إرسال دعوة لغيرهم دون السّماح للشركة بالوصول إلى جميع أرقام الهواتف الموجودة في جهات الاتصال - نعم جميعها دون أي استثناءات. والأكثر من ذلك، إن ربطت المستخدمة أي من حساباتها على وسائل الإعلام الاجتماعي الأخرى مع كلوب هاوس، ستمنح الشركة نفسها حق تسجيل من هم متابعين تلك المستخدمة في حساباتها الأخرى أيضاً.

لذا تقول الناشطة والمدوّنة إسراء الشافعي في تغريدة، أنّها لن تستجيب لأي دعوات إلى Clubhouse لأنّها تحترم خصوصيّتها وخصوصيّتكم: "تذكّروا أنّها ليس بياناتكم وحدها على المحك عند استخدام تطبيقات كهذه، انكم تكشفون جهات اتصالاتكم وبياناتهم أيضاً". وتضيف: "في هذا الزّمن، لا يمكن تقدير قيمة تطبيق عادي بمليار دولار دون كسر الكثير من القواعد وتبدية مقاييس النمو على الأمن." وإسراء، مؤسّسة "مجال" و "ميد إيست تونز" و "Migrant-Rights.org"، لا تبالغ في كلامها. حتى أنّ قيمة الشّركة وصلت ال ١٠٠ مليون دولار عندما كان لديها مجرّد ١،٥٠٠ مستخدم، بحسب مقال (EN) في صحيفة الغارديان.

٣. لا يمكنك ببساطة حذف حسابك من خلال التطبيق

متى ما شئت، وإنّما عليك إرسال إيميل إلى الدّعم التقني وانتظار استجابتهم.

٤. يمكن لكلوب هاوس مشاركة بياناتك الخاصّة دون تبليغك

مع أطراف ثالثة في المستقبل بحسب سياسة خصوصيتهم. هذا بحد ذاته انتهاك لمبادئ احترام الخصوصية فهو بمثابة شيك مفتوح لشركة ربحيّة، لا نعرف تماماً ماهيّة الخدمات التي ستقدّمها حتى تجني أرباحها.

٥. كلوب هاوس يتعقّبك

حيث أنّه يستخدم الكوكيز (ملفّات تعريف الارتباط)، الپكسلات، وتكنولوجيات تعقّب أخرى لمراقبة ما تفعله في التطبيق وعلى الانترنت. حيث تقول بصراحة في سياسة الخصوصيّة:

" قد نشارك بيانات تعريفيّة وبيانات أنشطة الانترنت مع منصّات الإعلام الإجتماعي وغيرهم من شركائنا في الإعلان الذين سيستخدمونها لاستهدافك بإعلانات على وسائل الإعلام الاجتماعي وغيرها من مواقع أطراف ثالثة -- ويمكن اعتبار مشاركة كهذه حسب بعض القوانين ب "بيع" للبيانات الشّخصيّة."

يمكن اعتبار هذه الانتهاكات أسباب لتجنّب تحميل التطبيق والموافقة على شروط استخدامه حماية لبياناتنا وبيانات من يستمعون لأحاديثنا - دون مقابل.

المصادر:

Clubhouse، جو شو

شرح تطبيق كلوب هاوس - Clubhouse ، عامر العمري

Clubhouse app: what is it and how do you get an invite to the exclusive audio app?

Clubhouse Is Recording Your Conversations. That's Not Even Its Worst Privacy Problem

الصورة لِ Dmitry Mash عبر موقع Unsplash